الرِّفق بمعنى اللين والتلطّف مع الآخر والبعد عن الشدة أو العنف وسوء الأخلاق من أعظم الأخلاق الإسلامية والإنسانية النبيلة. قال نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم: «إن الله رفيق يحب الرِّفق، وإن الله يعطي على الرِّفق ما لا يعطي على العنف».
● رفقاً برمضان.. فهو يدعونا إلى الاقتراب من الله والتحلّي بمكارم الأخلاق، وواجبنا اتجاه الشهر الكريم أن نؤدي حق الله، ومن أهم صور ذلك كف الأذى عن الغير والابتعاد عن سوء الأخلاق واحترام مكانة هذا الشهر الكريم في أقوالنا وأفعالنا.

● رفقاً بالكويت.. ففي الكويت من الخير والعطاء والإنجاز والصلاح أضعاف ما فيها من التأخّر والانحدار والفساد، لذا يجب ألا تعلو فينا أجواء التشاؤم والقلق، وألا نقسو على أنفسنا بجلد الذات بصورة مبالغة، وألا نؤذي الكويت بأفعال وممارسات بعيدة عن قيمها ودستورها ونظامها القانوني. نعم.. نعمل للإصلاح ونواجه الفساد بحكمة وجدية وحزم. نعم نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ما استطعنا إلى ذلك سبيلا. ويظل شعارنا دوماً تفاءلوا بالخير تجدوه. وفي نظرنا وقلوبنا وعقولنا الكويت جميلة بأهلها، جميلة بصالح وخير أعمالهم.

● رفقاً بالمواطن.. فليس كل الناس أغنياء، وليس كل الناس ذوي عزّة وجاه وسلطة، وبناء عليه يجب ألا يكون المواطن ضحية لأخطاء وسوء إدارة البعض للمال العام أو تعاظم الفساد فيه، فينال بذلك المواطن البسيط من السوء وتحميله للأعباء من ضرائب أو رسوم أو إنقاص في دخله المالي ومعيشته الكريمة لأسباب لا ناقة له فيها ولا جمل، رفقاً بالمواطن بعدم زجّه في صراعات الكرسي والمال بعيداً عن مصلحة الوطن، رفقاً بالمُهجّرين، فالرِّفق يتطلّب العمل على عودة كل مواطن هاجر وترك الكويت لسبب ما، وحنينه للكويت لا ينقطع.

● رفقاً بأهل الإنجاز والإبداع والإصلاح.. في خضم الصراع علينا ألا ننسى العشرات، بل المئات من أهل الكويت، كباراً وصغاراً، شيباً وشباناً، رجالاً ونساءً، من أهل الإبداع والإنجاز والإصلاح في مجالات مختلفة من مناحي الحياة، ومن تلك المجالات الأبطال من أهل الصفوف الأولى في مواجهة الوباء، تميزوا بعلمهم وعطائهم وتضحياتهم وحسن أدائهم، وواجبنا في المقابل دعمهم وتشجيعهم وإبراز نجاحاتهم.

اللهم نسألك في هذه الأيام المباركة من رمضان أن ترِفق بنا وتلطف بنا، وأن ترزقنا الرِّفق ببلدنا ومن حولنا.. مبارك عليكم الشهر.

د. محمد حسين الدلال