شن في الآونة الأخيرة، نواب وإعلاميون ومغردون وأصحاب رأي، هجوما على بعض المؤسسات الخيرية، وكان آخرها اتهامات طالت «جمعية الإصلاح الاجتماعي»، حيث يفهم من هذا النهج أنها حملة منظمة لـ«شيطنة» العمل الخيري في الكويت.
إن تاريخ العمل الخيري في الكويت وروّاده واسع جدا، وله بصماته في جميع أنحاء المعمورة، فقد كانت الكويت على مرِّ العصور تنتخي وتستجيب لنصرة الفقراء والمنكوبين في العالم، مما أكسبها سمعة دولية توَّجتها الأمم المتحدة بلقب بلد الإنسانية، وأميرها الراحل المغفور له الشيخ صباح الأحمد بقائد العمل الإنساني.

لقد تعرضت «جمعية الإصلاح الاجتماعي» إلى مواقف ومطالبات بحلّها أو إغلاقها، وكانت القبس سباقة في دعمها ورفضها لهذه الدعوات، في افتتاحيتها التي نشرت عام 2014، تحت عنوان «لا لحل جمعية الإصلاح»، وذلك رغم الاختلاف الواضح في عدد من القضايا بين القبس وجمعية الإصلاح.

إننا نجدد موقفنا اليوم؛ بدعم كلِّ جهود العمل الخيري والمضي به قدما، وأن نقف جميعا لصدّ محاولات «شيطنته»، وإبعاد العمل الخيري عن أتون السياسة، مع التأكيد على ضرورة الحزم في محاسبة بعض الجمعيات التي خرجت عن ضوابط العمل الخيري وأهدافه، وهي حفنة قليلة ، لا يمكن اعتبار مخالفاتها وصمة في مسيرة العمل الخيري الكويتي الطويلة، والتي خرَّجت أجيالاً من مدارسها ومعاهدها التي شيَّدتها في العالم.

لنعتبرها مناسبة لتكريم العمل الخيري الكويتي وجميع من ساهم فيه منذ منتصف القرن الماضي لغاية اليوم، بالرغم من وجود بعض الاستثناءات القليلة المعروفة للجهات المعنية والكفيلة بمراقبتها ومحاسبتها وضبط نشاطها.

القبس