أخبار النوخذة
دليل الكويت أخبار السوق

أخبار النوخذة - مقالات - د. غدير محمد أسيري ،، هل السياحة ممنوعة؟!

د. غدير محمد أسيري ،، هل السياحة ممنوعة؟!

د. غدير محمد أسيري ،، هل السياحة ممنوعة؟!

في هذه الأيام نحتفل بعيد الأضحى المبارك، ومع الأسف أصبحت بهجة الاحتفالات شيئاً نفتقده في الكويت، ومعدوماً تقريباً، فنجد العموم ممن يشتكي وينتقد الوضع الراهن، وما نحن عليه من تراجع مستمر في صناعة السياحة والترفيه، فالكويت تحتل المركز الأخير خليجياً في عدد الفنادق والمنتجعات العاملة فيها، والمواطنون الكويتيون ينفقون 4 مليارات دينار سنوياً على السياحة الخارجية، وفقاً للدراسات الأخيرة الصادرة عن منظمة الصحة العالمية.
وفي العالم الحديث تعتبر السياحة عصباً للاقتصاد، وتسهم في تطور صحة المواطن النفسية، فالاهتمام بالسياح يمكن أن يساعد على ضخ الأموال وتنشيط الاقتصاد المحلي، ويسهم في جذب المستثمر الأجنبي وفتح المجالات الاقتصادية المتعددة التي تسهم في خلق فرص عمل للعديد من المواطنين، وخصوصاً الجيل القادم منهم.

فما يميِّز الكويت أنها تقع على ساحل الخليج العربي، وممكن استثمار هذا الموقع لفتح أبواب السياحة الساحلية والرياضات البحرية الجديدة، وأيضاً مشاريع تتعلق بالمنافذ والطرق البحرية التي تستقطب السياح من الداخل والخارج، والمواطنون الكويتيون يتميزون عن البقية بأنهم شعب يعشق السياحة وينفق من دون أي كلل على صحته النفسية، فهذا يجعلنا نعيد النظر بأهمية السياحة الداخلية وضرورة استثمار ما لدينا للقادم من الأيام، فمعظم الدول تقدمت بالرغم من العوائق التي تمر بها إلى أن أصبحت الحلول جميعها متاحة مع التطورات بالمعدات والأجهزة الجديدة لخلق الطقس والأجواء الداخلية، التي تساعد السائح المحلي أو الخارجي على الاستمتاع كما هو حاصل في بعض المجمعات التجارية بالكويت في استقطاب المواطنين لها، وهذا بدوره يمكن أن يساعد على جذب المزيد من السياح، بل وتحسين صورة البلد أمام العالم كمقصد للاستثمار وضخ المزيد من المال للاقتصاد المحلي.

وأهم فوائد السياحة الداخلية بالكويت أنها تخلق فرص عمل لجيل كامل ممكن أن يخدم ويستثمر في صناعة السياحة والمشاريع المتعلقة فيها، وممكن تدريب هذا الجيل لفتح ما هو ينافس في قطاع السياحة مقارنة بالدول المتحضرة والمتطورة في المنطقة، وتهيئة الجامعات والكليات بفتح التخصصات الجديدة التي تعلم وتدرب شبابنا في قطاع السياحة الحديثة، وأيضاً تسهيل الرخص التجارية التي تدعم هذه المجالات من منتجعات ومراكز تسهم في تطوير السياحة العلاجية والسياحة التسوقية التجارية والسياحة الترفيهية بالمباني المكيفة الملائمة للسياح، والسماح للتأشيرات السياحية بشروط سياحية، كما هو معمول به في الدول المتفوقة سياحياً، فهناك من البلدان خير مثال على ازدهار الاستثمارات السياحية فيها، مثل إيطاليا وأسبانيا واليونان والمكسيك وتركيا، والعديد من البلدان التي حققت تقدماً كبيراً بصناعة السياحة، فالكويت وأبناؤنا أصبحوا بأمسّ الحاجة إلى قطاع السياحة المحلي بمعاييرالجودة العالمية المتطورة.

ودمتم سالمين،،،

د. غدير محمد أسيري
[email protected]

تعليقات
مشابهه لـ د. غدير محمد أسيري ،، هل السياحة ممنوعة؟!