أخبار النوخذة
دليل الكويت أخبار السوق

أخبار النوخذة - مقالات - فاضل الطالب: الزي التقليدي.. والمحافظة على الهوية الوطنية

فاضل الطالب: الزي التقليدي.. والمحافظة على الهوية الوطنية

فاضل الطالب

الزي التقليدي.. والمحافظة على الهوية الوطنية

تعتز معظم شعوب العالم بأزيائها التقليدية وتعتبرها واجهة تحمل هويتها الوطنية، وتحرص على المحافظة عليها وتوريثها للأجيال القادمة لارتباطها بالتراث والأرض. وقد تتعرض مع مرور الزمن لبعض الإضافات والرتوش، ولكنه يتم الحفاظ على الطابع العام المميز لهوية البلد بحيث يعرف على الفور انتماء الشخص الوطني من لباسه.

وتتميز كل دولة من دول مجلس التعاون، ومن بينها الكويت، باللباس التقليدي الخاص بها بالرغم من التشابه الكبير في أزيائهم التراثية نتيجة للتقارب الجغرافي، فالرجل الكويتي مثلا حافظ على زيه التقليدي وان تم تعريضه لبعض الرتوش، فالدشداشة كانت ذات الياقة (الغولة) التي تشبه القميص وتغيرت لاحقا الى الياقة ذات الشكل الدائري بزر واحد، وهي بأكمام لا تحتوي على أزرار، ويضع على رأسه الغترة البيضاء صيفا ولا يضع الحمراء الا بالشتاء أحيانا، فقط لكونها مصنوعة من الوبر أو الصوف لغرض تدفئة الرأس، وقد صنعت مؤخرا الغترة البيضاء التي تؤدي الغرض من لبسها شتاءً أيضا.

ولكن الملاحظ في الآونة الأخيرة تجاهل الكثير من الكويتيين لهذا الأمر وأصبحوا لا يبالون لهذا الامر، واتجهوا للبس الغتر الحمراء صيفا وبشكل دائم وبأعداد متزايدة، في تجاهل وتعارض مع الزي التقليدي الكويتي الذي حرص على ارتدائه الآباء والاجداد، وهذا بالطبع لا يعكس الهوية الوطنية ولا تميزه عن غيره الخليجي مع اعتزازنا بالتآلف والوحدة الخليجية، الا إنه يجب علينا الحفاظ على زينا التقليدي أسوة بإخواننا في الخليج.

فلماذا يتمسك إخواننا في الخليج كل بزيه التقليدي يتميز به عن غيره، ونحن لا نهتم لذلك؟ لماذا يلبس إخواننا في قطر العقال بو كركوشة والدشداشة ذات الياقة التي تشبه القميص والغترة البيضاء صيفاً وشتاءً ويحافظون عليها بل ويعتزون بهذا اللبس التقليدي؟ ولماذا يحافظ اخواننا في السعودية على زيهم التقليدي المتمثل بالدشداشة ذات ياقة القميص والغترة الحمراء صيفاً وشتاءً ويتمسكون بهذا اللبس؟ وكذلك الرجل العماني له زيه ولباسه الخاص المتميز وهو عبارة عن الدشداشة ذات العنق الدائري بدون ياقة وتلحق بها على الصدر الفريخة أو الطربوشة، ويضع على رأسه عمامة ملونة ملفوفة على الرأس وتحتها كمّة أو طاقية مطرزة، ويحمل في العادة الخنجر الذي يعتبر من أهم سمات الرجل العماني. ومن الجدير بالذكر انه قد فرض قانون في عمان على الموظفين وطلاب المدارس الحكومية سواء كانوا عمانيين أم وافدين بارتداء الثوب العماني في المدرسة وذلك حفاظا على الموروث الشعبي العماني.

وكذلك الإخوة في الإمارات يرتدون الكندورة بأكمام في الغالب واسعة لا تحتوي على أزرار ذات العنق الدائري وبدون ياقة، وتعلق الطربوشة التي لها عدة أشكال في وسطها، ويضع على رأسه العمامة أو العصامة تلف حول الرأس بطريقة معينة، وهي في الاصل لباس أهل الإمارات قبل لبس الغترة ذات الألوان المتعددة والعقال.

فعندما ألبس الزي العماني مثلا سأبدو بلا شك للناظر كأني عماني وعندما اضع العقال الكركوشة فوق الغترة البيضاء فإني أبدو كالقطري وكذلك عندما ألبس الكندورة فإني أبدو كالإماراتي. وهكذا، فعندما أضع الغترة الحمراء صيفا فإنني سأبدو كالرجل السعودي في زيه وهندامه، مع كامل احترامي وتقديري لإخواننا في الخليج التي تجمعنا بهم أواصر المودة والألفة والمحبة ومظلة واحدة وهي مجلس التعاون الخليجي، إلا أن لكل دولة اعتزازها بزيها التقليدي التراثي الذي لا يكون بالتأكيد عائقا تجاه التعاضد والتعاون.

أعلم أن الكثيرين وبحسن نية، لم يلاحظوا وينتبهوا لهذا الأمر، بل البعض وللأسف لا يبالي وينظر لها بعدم اكتراث، ولكني أردت فقط الإشارة الى هذا الموضوع بعد أن تزايدت الأعداد وتكاثرت وأصبحت تنتشر وبشكل واضح، وباعتقادي انه لو استمر بهذا النحو فسوف يتم فيها الغاء الهوية الرمزية للوطن المتمثل بالزي التقليدي، على هذا بالطبع لا يرضي أي كويتي يعتز بانتمائه لهذه الأرض.

تعليقات
مشابهه لـ فاضل الطالب: الزي التقليدي.. والمحافظة على الهوية الوطنية