أخبار النوخذة
دليل الكويت أخبار السوق

أخبار النوخذة - مقالات - افتتاحية القبس .. الكويت ليست بخير

افتتاحية القبس .. الكويت ليست بخير

افتتاحية القبس .. الكويت ليست بخير


اعتدنا في التقاليد السياسية الكويتية على سماع انتقادات تطول أحوال البلاد في دواوين الكويت وأوساط نخبها وتجمعاتها السياسية التقليدية المختلفة، وتحديداً منذ انتهاء فترة الغزو العراقي مطلع التسعينيات من القرن الماضي إلى نهاية أول عقدين من الألفية الثانية.

إلا أن هذه الانتقادات والآراء بقيت ملتزمة في حدود إطارها النقدي الإصلاحي، وتعبيراً عميقاً عمّا يشعر به المواطن الكويتي الغيور على وطنه، والطامح إلى الارتقاء بالكويت إلى مصاف الدول المتطورة خليجياً وإقليمياً.

غير أن ما يتم تداوله اليوم، خلف جدران الدواوين وكواليس المجالس الخاصة، بلغ مراحل متقدمة، وهو أمر خطر وغير مسبوق، حيث يكاد يجمع أهل الكويت ـ باختلاف مشاربهم ـ على أن بلادهم تسير اليوم نحو المجهول بلا خطة عامة، ولا مشروع وطني شامل، فالحكومة خلال الفترة الأخيرة، ونتيجة أدائها، أفقدت الكويت هويتها، السياسية والاقتصادية، لدرجة أنه لا يوجد مسؤول في الدولة يستطيع الإجابة عن هذا السؤال الجوهري: ما هو مستقبل الكويت؟

كل هذا لأننا نعيش اليوم بلا حكومة، حيث إن الجهاز الحكومي يعاني منذ فترة طويلة من فراغ مقيت، لأن معظم الوزارات حالياً بلا وكلاء أو وكلاء بالأصالة، وبعضها أيضاً بلا وكلاء مساعدين منذ أشهر طويلة، علاوة على وجود أكثر من 160 وظيفة قيادية شاغرة تعاني منها مؤسسات الدولة المختلفة. لقد أصبحنا أمام جمود قاتل بات يكبّل الحياة، ويحرم البلاد من فرص تطوّرها، لأسباب لا يمكن تعليلها، إلا بفوضى إجراءات مسؤولي القرار الحكومي، وتخبطاتهم، وترددهم، الذي عصف بمؤسسات الدولة، ويكاد يعصف بالبلاد برمتها.

إن ما تضجّ به دواوين أهل الكويت ومجالسهم وهواجسهم، من سخط وقلق وخوف، ليس ترفاً سياسيّاً؛ بل هو قلق وجودي نابع من شعور وطني مشروع لكلّ مواطن شريف في دولة لا تملك خطة أو رؤى إستراتيجية، في حين ينظر إلى من حوله، فيرى الأشقاء الخليجيين يجتازون ملايين الأميال نحو المستقبل بخطوات مدروسة واثقة وثابتة.

إننا نقول الآن بما نحمله من مسؤولية ونشعر به من ألم: إن الكويت اليوم ليست بخير، ومستقبلها في خطر. وهي حقيقة ظاهرة وواقع ملموس، ولا خير فينا إن لم نقرع أجراس الخطر أمام المسؤولين في المشهد السياسي.. فنحن اليوم في أَمسّ الحاجة إلى قرارات إصلاحية سريعة وآنية، بعيداً عن الوعود الفارغة التي تتحدث عن الإصلاح، ومحاربة الفساد، والتنمية، والشعار الذي أصبح مادة لتندر المواطنين تحت عنوان «الكويت 2035».

على مسؤولي القرار الحكومي إدراك حجم المأزق الخطر وغير المسبوق، وقد هاجر مئات من شبابنا إلى الدول المجاورة، بعد أن فقدوا ثقتهم بمؤسسات الدولة، وأعدادهم آخذة بالتضاعف، إن لم ينتفض هؤلاء المسؤولون الآن بتحويل وعودهم الفارغة إلى أفعال عاجلة، ويتحملوا مسؤوليتهم بتقديم خطة إنقاذ وطن، أسوة بأشقائنا في الدول المجاورة.

«.. وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ» (سبأ: 11).

القبس

تعليقات
مشابهه لـ افتتاحية القبس .. الكويت ليست بخير