ماذا فعلت يا داوود معرفي ؟!
بقلم : فرج الخضري
ماسبب كل هذا الهجوم الكبير والغريب على النائب داوود معرفي ؟!
ولماذا كل هذه الضجة والجدل حول ترشحه لرئاسة المجلس ؟!
نائب شاب رشح نفسه للرئاسة وهو قال بنفسه : أريد أن اسجل موقف للشباب !!
صحيح أنه فاجئ الجميع لعدم التخطيط والتشاور والإعلان المسبق وخرج عن الإجماع - وطبعاً هذا من حسنات وصول الوجوه الجديدة والشباب للمجلس قبل أن يروض بالواقعية والعرف السياسي- لكن الهجمة التي حصلت من النواب لإقناعه بالإنسحاب - مع أنه في الأصل لم يكن ينوي الإستمرار بالترشح - وإضطراب المجلس بشكل كبير ،
والهجوم الذي جرى بعد ذلك في وسائل التواصل الإجتماعي ، وتسفيه موقفه التاريخي والشجاع ، والذي وصل لدرجة السخرية من لباسه و ( غولة دشداشته ) ،
لم يكن ذلك بسبب المفاجأة وعدم التنسيق او حتى إنعدام فرص فوزه بالرئاسة ..
لكن السبب الحقيقي والخطير الذي لا يجرأ أحد على إعلانه هو أن داوود معرفي مواطن ( شيعي !!).. نعم شيعي المذهب ..
وهو بفعله هذا تعدى كل الخطوط الحمراء وتحدى الممنوعات والمحظورات التي وضعها الآخر لتحجيم وتطويق هذه الطائفة لمنعها من أن تأخذ وضعها الطبيعي والإنسيابي والصحي في حراك المجتمع والذي يناسب حجمها وتاريخها وعطائها وتضحياتها وحقوق المواطنة الحقه والعادلة التي كفلها له الدستور الكويتي ..
صحيح أن معرفي ليبرالي التوجة وكان ترشحه للرئاسة من منطلق تسجيل موقف للشباب كما أعلن وليس للطائفة ..
و لكن من حيث لا يقصد او يخطط أطلق بفعلته تلك المارد الذي وضعه فيه الآخر من القمقم وكسر الطوق حوله ، فأصابتهم المفاجأة بالفزع والإضطراب والإهتزاز !!
نعم لقد فعل داوود ما لم يجرأ عليه من سبقه !!
حتى د. حسن جوهر وهو الدكتور السياسي المحنك والنائب القديم المخضرم وفي عز نجوميته السياسية يوم كان هو السبب الرئيسي في حل مجلس 2020م وسقوط الرئيسين والخطاب الأميري الواعد بالإصلاح والتغيير ، وذلك بفضل معارضته المدروسه وإستجوابه المستحق وإطلاقه هو وزملائه موجة من الإحتجاجات السلميه من إعتصام بالمجلس والندوات في الديوانيات والتجمعات في ساحة الإرادة والحملة الواسعة في وسائل التواصل الإجتماعي ..
وحينها جميع الكويتين كانوا يعلمون سواء أعلنوا ذلك أم لم يعلنوا أن أفضل من يصلح لشغل كرسي الرئاسة في تلك الفترة الحساسة والمفصلية هو د. حسن جوهر وكان له قبول شعبي ووطني كبير ..
لكن للأسف لم يجرأ د. حسن جوهر أن يرشح نفسه للرئاسة بسبب الطوق الطائفي الذي وضعه الآخر حول رقبة هذا الطيف الكبير !!
و عندما لم يجد هؤلاء بديل لِ د.جوهر للرئاسة أخرجوا أحمد السعدون من التاريخ ونفضوا الغبار عنه و رشحوه للرئاسة !!
و عندما قرر د.جوهر أن يرشح نفسه لمنصب نائب الرئيس تم خيانته من زملائه بعد الإتفاق معهم ..
و هنا تقرر إعدامه سياسياً ليكون عبرة و درس لكل من يجرؤ من أبناء الطائفة أن يتعدى حدوده التي وضعوها لهم .
فلم يحصل جوهر على منصب نائب الرئيس ولا أمين السر و لم يشرك في أي لجنة من اللجان وتم إختراق تكتله و إنقلاب مجموعته عليه .
المهم هو أن النائب داوود معرفي من حيث يعلم او لا يعلم قفز بالطائفة سياسياً قفزة كبيرة للأمام ، و خرب و أفسد جهد مضني و تخطيط لسنوات طوال من العمل الدؤوب من التحجيم السياسي للطائفة ، و فتح العيون عليه ، و أصبح مرصوداً ، فيجب عليه أن يكون حذراً يخطواته السياسيه في القادم من الأيام .
والحمد لله