رجل بأمة…سطور وعبر

بقلم: طلال سعود المخيزيم

منذ أيام مرت ذكرى وفاة رجل صال وجال في العمل الخيري ونشر الإسلام، وكانت قارة أفريقيا هي منزله الآخر الذي رمم به قواعد الاسلام والخير والعمل الانساني، على مر السنين متحملاً عناء الأمراض والمخاطر ونحوها، فهو الداعية الدكتور رحمة الله عليه عبدالرحمن السميط، في ذكرى وفاته العاشرة الذي وافته المنية منتصف أغسطس من عام 2013 عن عمر يناهز ال 66 عاماً، التي بفقده فقدت الكويت علم من أعلام العمل الخيري والدعوي الذي يخلده التاريخ بأكمل وأجمل صورة، من أعماله الكثيرة وجهوده التي لا تحصيها كتب وصفحات لذكرها، ابتغى فيها وجه الله سبحانه، ونيل ما عنده من باقيات صالحات.

فهو الطبيب الذي داوى جراحات أفريقيا،وقضي قرابة ربع قرن في خدمة الدعوة الاسلامية في أفريقيا، مخلفاً نحو 11 مليون شخص أعتنق الإسلام، وتدريب مالا يقل عن 4000 داعية، وبناء مالا يقل عن 860 مدرسة اسلامية، وتوزيع قرابة 51 مليون نسخة من القرآن الكريم، وتشيد مالا يقل عن 5700 مسجد وكل هذه الأعمال في قارة أفريقيا التي شابها التنصير فاجتاح بها الإسلام من قبل تلك الأعمال التي قام بها الدكتور رحمة الله عليه، فقط من أجل نشر الإسلام واعلاء قيمة العمل الخيري كما ينبغي ابتغاء مرضاة الله، وحباً لدينه العظيم وخاتم الأديان الذي جاء رحمةً للعالمين ولجميع الناس أجمعين.

وُلد الداعية الدكتور عبدالرحمن حمود السميط في 15 أكتوبر من عام 1947، وتخرج من كلية الطب جامعة بغداد في يوليو عام 1972، ثم حصل على دبلوم المناطق الحارة من جامعة ليڤربول بأنكلترا في أبريل من عام 1974، وتخصص في أمراض الجهاز الهضمي في الفترة من يوليو من عام 1974 إلى ديسمبر من عام 1978، وله أبحاث في سرطان الكبد، وعمل في جامعة لندن ( مستشفى كلية الملوك كينجز كوليدج) مــن يناير من عام1979 إلى ديسمبر من عام 1980، كما عمل كطبيب متخصص في أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى الصباح من عام 1980 إلى عام 1983، ثم تفرغ منذ عام 1983 للعمل في جمعية العون المباشر الذي يعد هو مؤسسها وبناء نواة عملها.

في إحدى محاضراته، يقول السميط ( أنت قادر على أن تقوم بعمل بأكثر من هذا العمل، لأني إنسان مذنب، أنا إنسان خاطئ، وأنت ان شاء الله، وكلكم خير مني وأقرب إلى الله مني، كل واحد منا، وكل واحدة منا قادرة على أن تفعل ما هو أعظم من ذلك، ولكن أين الإيمان يا إخوان، أنا أدعوكم أن تفتحوا صدوركم وتغسلوا قلوبكم من حب الدنيا وبيعوها لله).

أحب الراحل الكشافة منذ الصغر، وأمضى 7 سنوات فيها، وتعلم من خلالها الكثير من المهارات، من بينها المسير في الليل، والمبيت في الصحراء ليلاً.

مؤلفات الدكتور الراحل عديدة وكثيرة، من بينها لبيك أفريقيا ودليل ادارة مركز المساعدة، ودموع أفريقيا وقبائل أنتيمورو في مدغشقر، وقبائل الدينكا وملامح كتاب تنصير البحث العلمي، وأحجر أفضل رحلة لأفريقيا و الأمن والإخلاء في مناطق الصراع، وإدارة الأزمات لموظفي المنظمات الإسلامية وقبائل البوران.

كما نال رحمة الله عليه العديد من الجوائز والأوسمة في حياته، كجائزة الملك فيصل بن عبدالعزيز لخدمة الإسلام، وجائزة العمل الخيري من قبل مؤسسة قطر، ووسام فارس العمل الخيري من قبل إمارة الشارقة، وجائزة الشارقة للعمل التطوعي، ووسام رؤساء دول مجلس التعاون الخليجي من أجل العمل الخيري، ووسام مجلس التعاون الخليجي.

رحم الله الداعية الدكتور عبدالرحمن السميط، وجعله تاريخاً ممتداً شاهداً للكويت وأهلها عن رائد عظيم في بحور ومحيطات العمل الخيري والانساني.