مابين القائد…والمدير
طلال سعود المخيزيم
كثيرة هي المسميات التي يُشار لها بمضمون، يتفق مع المراد الإشارة إليه الا أن الاختلافات في ذلك جوهرية تحتم على المسمى المعني تفصيله بالمزيد، مما يشكل صورة حقيقية له على أرض الواقع، بما يتميز به من مهام وإمكانيات تحتم على ذلك المسمى أن يتميز عن غيره، بصفات تخلق منه ذلك الانسان القيادي المبدع الذي يعكس طاقاته وخبراته كواقع ملموس، وصفات عدة تضعه في ضفاف التألق والابداع الذي ينعكس على المنظومة بالإيجاب والانتاجية، التي هي هدف وسبيل كل من يعمل في أروقة المؤسسات والشركات وكل ماهو يجمع أفراد مع مرؤوسيهم.
ونأتي هنا لما يسمى بالقائد وما يقابله بالمدير، فليس كل مدير قائد، والعكس صحيح كل قائد هو مدير يكرس أساليب الادارة على أكمل وجه في التعامل والتعاون مع أفراد منظومته، فالاختلافات جوهرية بين المسمين لما يتميز به القائد عن المدير في عدة أمور تضعه كمطلب لأي منظومة تُريد التطور والانسجام والمضي قدماً للأهداف الموضوعة والمنشودة وفق خطط زمنية قصيرة المدى وطويلة، يُراد بها تحقيق المنشود والوصول إلى جادة الانجازات والتطلعات.
القائد هو من يعتمد على الارادة ويعلم موظفيه ويبعث فيهم الحماس، بينما المدير يعتمد على السلطة يقود موظفيه ويبعث بهم الخوف، القائد دائما يقول (نحن) وينسب الفضل لغيره، بينما المدير يقول (أنا) وينسب الفضل لنفسه، القائد يطور العاملين ويبين كيف تُفعل الأعمال، بينما المدير يستخدم العاملين ويعلم كيف تُفعل الأعمال.
من خلال منهجية اتخاذ القرار، القائد يتميز بالجرأة والإقدام ومحفز للبداية، بينما المدير منظم على إجراءات معينة ومحفز للنهاية، ومن خلال منهجية الإبداع يكون القائد ذو خيال واسع، بينما المدير متحرس في اتخاذ القرارات، ومن خلال منهجية المبادرة وادارة التغير يكون القائد تجريبي مبادر للتغير، بينما المدير سلطوي ملتزم بالقوانين ويحافظ على الوضع الراهن والاستقرار، ومن خلال السلطة ومنهجية المنفعة يتميز القائد بقوة شخصيته الذاتية ويمثل مصلحة الجمهور أو المجموعة التي يقودها، بينما المدير يتمثل بقوة مركزه الوظيفي ومصلحة المنظمة التي يعمل فيها.
ومن حيث أسلوب العمل وأساسياته، يتميز القائد بإلهام العاملين ويستند على ثقة الفريق به، بينما المدير يحرك العاملين ويستند على منصبه، يتميز القائد بتفويض صلاحياته ويركز على الرؤى بعيدة المدى، بينما المدير يركز على صلاحياته والاحتياجات الحالية فقط، القائد ينشغل بالرؤية ويتعامل وفق قيمه ومبادئه، بينما المدير يتعامل وفق مصالحه وينشغل بالتفاصيل، يتميز القائد بصناعة القرارات مع الفريق ويمكنهم من تحقيق الخطة ويصنع قادة عظماء يحب الأعضاء ان يتبعوه، بينما المدير يضع الخطة ويصنع أتباع مطيعين يضطر بهم أن يتبعوه.
فكم قائد في مؤسساتنا الادارية وشركاتنا المختلفة؟ وكم يقابلهم مدراء؟ فالحقيقة في القائد الذي يجب أن يتواجد في كل المنظومات، متى ما تواجد كانت المنظومة في قمة عطاءها وعنفوان شبابها في انسيابية وعمل دائم ومتغير للأفضل، فكن قائداً أيها المسؤول ولا تكن مديراً، وأعمل مع الفريق وأبتعد عن التسلط والتكبر فيد الله مع الجماعة دائماً.