السهل الممتنع…والوزير المانع

طلال سعود المخيزيم
‏ [email protected]
@t_almukhaizeem

حاز د.عادل المانع على ثقة القيادة السياسية في توزيره وزيراً للتربية والتعليم العالي، في فترة حيوية ومصيرية تشهد زخماً من الملفات المتخمة، وقرب العام الدراسي الجديد والاستعدادات له من منشآت ولوازم ونظافة واستقبال يليق بالهيئات التعليمية والادارية، والطلاب والطالبات الذي سيُدشنون عامهم الدراسي بعد أيام، وتلك المحطات وغيرها من جامعة عبدالله السالم وتشغيلها وقيامها بأعداد كافية من هيئات تدريسية، تضع الوزير في مرمى الرصد والمتابعة التي تجعله في تحديات جاءت في وقت سياسي عصيب ومرحلة دقيقة من تراكم تلك الملفات على طاولة الوزير.


وفي أول يوم من مباشرته لمهامه الجديدة، دأب الوزير في اجتماعاته والتحضير لبدء العام الدراسي، ومتابعة التحضيرات في كافة المناطق التعليمية، وندعوه للقيام بذلك شخصياً لعدم تكرار سيناريوهات الاستعدادات المتكررة في كل عام، وهنا يكمن التحدي في حكومة سمو الشيخ أحمد النواف ذلك الرجل الميداني والواقعي الذي يحرص ان يكون حضوره ومتابعته للأمور بنفسه، فهذا النفس يجب ان يستقيم مع كافة الوزراء لا سيما وزير التربية والتعليم العالي الجديد، في وزارة شائكة لا تنتهي مشاكلها ولا تقف مطالباتها للأفضل، والتي تحتاج صاحب قرار حاسم لجميع قضاياها التربوية كانت أم الجامعية، فهي مسألة قرار وادارة نرى فيها منهجية وفلسفة د.عادل المانع في تطبيقها واقعاً وانتشال التربية بجهوده ومثابرته في فترة حيوية تضعه تحت المسؤوليات والمهام التي يُقيم عليها.


صروح العلم والتعليم، والمؤسسات الأكاديمية بكافة أشكالها، هي مختبرات المستقبل وبناءه، فكل ما تحتويه تلك الوزارتين من مهام وقطاعات لا تدور في فلك الا من خلال هذه الأفلاك المحورية، التي يجب أن تُوضع في الحسبان وفي الفلسفات والاستراتيجيات العامة، التي يجب أن تكون وفق هذا النتاج، وتسخير كافة الامكانيات لذلك وتبسيطها، بالتي هي أحسن لكي ينعكس ذلك على البيئات التربوية والتعليمية بكافة مستوياتها وأشكالها، التي تنعكس بصورة مباشرة لمخرجات وجودة التعليم الذي لطالما كانت مؤشراته ضعيفة وبالأخص في آخر العقود من الزمن، مما يتطلب تلك الاستراتيجيات الشاملة والكاملة، التي تدور من وإلى هيئات تعليمية على أفضل مستوى، وطلاباً وطالبات يكرسون جل جهدهم في التحصيل العلمي المتألق والمستويات العالية والفائقة.


على وزير التربية والتعليم العالي، العمل مباشرة على تسكين كافة المناصب الشاغرة من مدراء جامعات وادارات، ووكلاء ووكلاء مساعدين كي يحضى بفريق عمل كامل، يقوم كل عضو فيه بدوره المناط به، وتحقيق كافة ما يُرسم خلال السنوات القليلة القادمة، فقد عانى التعليم الآمرين بكثرة المناصب الشاغرة والوزراء المتعاقبين، فلا يوجد استقرار ولا ثبات في وزارة مهمة كوزارة التربية وكذلك التعليم العالي، الذي متى ما تحقق الاستقرار كانت الأهداف محققة وعلى الدرب الصحيح المنشود، والذي نتأمله لما سيتحقق من صالح عام وعمل مستمر تنعكس نتائجه مباشرة على مخرجات التعليم وكوادره المختلفة, التي ستضع الكويت في مقدمة الدول المتطورة والتي تجاري دول المنطقة بأبناءها وبناتها بكل فخر واعتزاز.