آسيا…تفتقد كبيرها
طلال سعود المخيزيم
[email protected]
أنطلقت بطولة أمم آسيا في دوحة الخير دوحة قطر الحبيبة، في تجمع نخبة المنتخبات الآسيوية في تلك المنافسات التي تتنافس بها منتخبات كرة القدم الأولى كل أربع سنوات، تتجدد بها تلك المهارات والقوى الكروية التي تزداد في عتادها ورونقها مع تقدم السنين، فقد أصبحت كرة القدم عالماً متكاملاً من أقتصاد وفنيات تستوجب استراتيجيات وبناء للخوض فيها والتقدم من خلالها.
يغيب منتخبنا الوطني عن منافسات هذه البطولة للمرة الثانية توالياً، وهو الذي توج بها كأول منتخب عربي وخليجي في سنة 1980م، في ذالك الزمن الذهبي والذي كان فيه منتخبنا الوطني يصول ويجول ما بين التأهل لكأس العالم 1982 كأول منتخب عربي آسيوي، وغيرها من الانجازات التي نتغنى بها وتفتخر، الا ان هذا التجمع الآسيوي والذي تغيب عنه الكويت للمرة الثانية يتطلب وقفة مع النفس لنفض الرياضة، ومراجعة مواطن الخلل التي لطالما نشير آليها ونوجه مواطن الخلل لتداركها وعلاجها، الا ان الاخفاقات والتراجع هو الشعار الأوحد الذي لا يدفع ثمنه الا المواطن الرياضي المحب لوطنه ومشاهدة ألعابه، لا سيما كرة القدم التي يشاهدها الكبير قبل الصغير، والنساء والرجال منذ الزمن القديم، فهي الجامعة والمحببة للأسرة الكويتية خاصة، فما يمثله غياب منتخبنا الوطني عن هذا المحفل الكبير مبعث لليأس والذي لابد لمن يهمهم الأمر العمل لبناء القواعد الجديدة، والمنظومات السديدة من المراحل السنية الصغيرة، إلى المنتخب الأول وبناء ووضع كل الاستراتيجيات بعيدة المدى والقصيرة لعودة منتخبنا كما كان وأفضل كذلك.
لا تستحق الرياضة مزيداً من الإهمال، في ظل تطور الدول الشقيقة والصديقة من منظومات متطورة، وعمل دؤوب، والتركيز على مصلحة الرياضة أولاً وأخيراً، وترك الصراعات جانباً مهما كان عمقها وتأثيرها، فالكويت وسمعتها ومنتخبها فوق الجميع، تستحق منا عودة أمجادها وتاريخها الذي نفخر به جميعاً، ومع هذا الغياب أحسسنا بمدى وعمق اللامبالاة لكل من تسبب في ضياع منتخبنا الوطني وضياع محبيه ومتابعيه، بين حسرة ويأس نتمنى أن لا يطول مزيداً للقادم من الاستحقاقات، وعدم قبول أي أعذار كانت لأي إخفاق لا سمح وقدر الله، فالشارع الرياضي يغلي مع غياب الكويت وهي الدولة الخليجية الوحيدة التي لا تتواجد في أمم آسيا 2024 قطر، فذلك منبع لليأس والحسرة لرياضة الجميع، ومستقبل الأمم التي نتطلع بها لمشاركة الأمم في تجمعاتها ومحافلها، فكرة القدم ليست مجرد رياضة، بل سياسة وتقارب وتجمع أممي يجمع المحبة وتبادل الاخاء، الذي تجسده المجتمعات قاطبة، مما يتطلب تواجد مجتمعنا وكياننا وعدم غيابه، فغياب الكبير عن البطولات الكبيرة ليس بالسهل، حقيقة يجب أن يعيها المسؤولين وكل من هو في دفة القرار ويصنف نفسه بأنه محب للرياضة وعاملاً لها.
على الجميع بدون استثناء، تدارك الاخفاقات وعمل اليوم سنجنيه في الغد، فغداً لا مزيد من التراجع والغيابات بالعمل الدؤوب والمخلص الذي يستوجب على الجميع اتخاذه شعاراً، وترك الصراعات والمصالح الشخصية جانباً، فنزيف الكويت لا يتحمل المزيد، الوقوف جانباً والعمل لوقفه وفق انتهاج نهج تعديل المسار، شعاراً على الجميع العمل من أجله.