طلال سعود المخيزيم
[email protected]
لا يُخفى على أحد استمرار تلك النتائج المخيبة للآمال، من جميع الفرق السنية والمراحل العمرية، على مستوى الخليج وآسيا، فقد باتت الكويت الحلقة الأكثر ضعفاً في المنافسات المختلفة، واضعة ذلك الانطباع المستمر في انعكاسه على وجوه المتابعين والرياضين، لا سيما وبأن أكثر فئة هي الشباب، مما يشكل ذلك الاحباط العام لما تسجله المنتخبات المختلفة في المحافل الدولية، وتحمل كافة المسؤولين تلك المسؤولية في خطط لم تعد الا سراباً وكلام على ورق، والدليل تلك النتائج الحزينة التي تجعل من الواقع الرياضي وبالأخص الكروي وحلاً قابلاً للمزيد، بدلاً من تفتيته ومعالجته كما ينبغي ويتطلع له الشارع الرياضي في مجمله.
في أكثر من موضع نشدد على البناء من جديد، من أصغر المراحل السنية في برامج مدروسة ومتابعة بدقة، في خطط طويلة الأمد، يطول الانتظار فيها ولكنها ذات جودة وعطاء واقعي يُرى، وها هي الدول الشقيقة والصديقة من حولنا ليست ببعيدة فقد وضعت خططاً وشعاراً واقعياً ملموساً وكانت النتائج حاضرة بعد سنين، في اعتلاء منصات التتويج والارتقاء بالتصنيفات العالمية، وبناء دوري ينافس الدوريات الكُبرى، وما يأتي ذلك الا رغبةً وتطلعاً من القائمين ومن يهمهم الأمر في تبني تلك المسارات، وترك كل الصراعات وحب الذات وفرض العضلات جانباً والتفكير بالكويت كياناً و أسماً، لتعود لما كانت عليه في عقود مضت متصدرة وحاضرة للمحافل القارية والاقليمية.
ان تكرار التراجع واستمرار الهزائم، بنتائج كبيرة ومن فرق كانت ضعيفة وأصبحت ذات قوة، يعد مؤشراً خطيراً للواقع الرياضي الكروي، واستمرار تلك الأرقام المسجلة لتاريخ لن يُمحى من سلسلة مستمرة من التراجع، بلا تحرك ولا اهتمام من القائمين في الاتحاد والغائبين غياب تام، بدلاً من تواجدهم وابداء ولو القليل من تحمل المسؤولية والتي هي من صميم عملهم وواجب دورهم الذي تغيبوا عنه وترك ذلك الواقع مستمراً لتسجيل الأرقام واحباط الشارع الرياضي الكويتي.
يجب الاهتمام والتحرك ووضع الخطط وبالأخص طويلة الأمد، في صقل المواهب والخامات الشابة، وتقوية الدوري العام وتطبيق كل القوانين الخادمة والداعمة والتي تتوافق مع نظم ولوائح الاتحاد الدولي، وابعاد كافة الصراعات والمحسوبيات والشخوص، والتفكير بالكويت ككيان أوحد تتوحد عنده التطلعات والجهود، وتستقيم فيه الأفكار والتطلعات المبنية على المصلحة العامة لا الشخصية، فقد شبعت الكويت من تلك الشخوص والمعارك والصراعات التي لم تضيف الا حزناً وتراجعاً وحسرة لا يدفع ثمنها الا الشباب والرياضين ومحبي هذه الأرض الطيبة.
لكل مسؤول ومن يهمه الأمر، ان لم تكن أهلاً لمكان عملك فلا حرج من الابتعاد، فقد عملت خيراً للبلاد والعباد لمن هو قادم لربما عمل واجتهد بطريقة مغايرة عدلت من اعوجاج الواقع الرياضي المرير، فإن كان مكانك في منصبك أين كان يعد ضرراً، فتركه واجب فالكويت فوق الجميع.