كان الهيكل الجديد لوزارة التربية محل تساؤلات واستفهامات، لما شابه من غياب لعدة كوادر مهمة وكذلك عدم وجود الآلية الواضحة في تطبيقه، لمسمياته واداراته، وتصنيفاته التي يجب ان تُقر منذ زمن، وجاء وزير التربية مشكوراً في اعتماد هذا الهيكل الذي طال انتظار، وما نقصه من ملاحظات تم تفاديها باضافتها وتفاعله مع كل من كتب عن هذا الموضوع من الزملاء والزميلات، يتبقى توضيح آلية العمل لكل تصنيف وماهي فترة تطبيقه واقعاً ملموساً يراه التربوي والاداري وكلٍ في موقعه المخصص له.
تفاعل معالي الوزير، واستصداره للتعديلات ينم عن قراءته الحثيثة لما يطرحه الميدان، فالميدان هو الأساس لما يعايشه من واقع ملموس يتواجد فيه العمل والانجاز وتلافي السلبيات ان وجدت، فهذا الميدان وما يحتويه من عناصر هو وليد نفسه، فما يطرحه من نقاط وملاحظات هي من صميم المنفعة العامة، والمصلحة التربوية الكلية لتتحقق الغاية من وجود ذلك التناغم، بين التصنيفات الذي يحتويها الهيكل، من تنظيم مهام ووضوح آليات يجب ان توضح قبل ان تطرح واقعاً يتعايش معه كل موظفين وموظفات وزارة التربية، وكل من الرؤساء والمرؤوسين، حتى يتسنى ذلك التفاعل والانتاج والتعاون الذي يتمناه كل قيادي لوزارته ومؤسسته ومنظومة عمله.
الهياكل التنظيمية أمرٌ ضروري، والأهم ملامسة الميدان وما يشير عليه من ملاحظات وآليات جعلها الوزير من صميم اختصاصاته، وهذا ما أفرزته استحداث العديد من الادارات والتكليفات، الاضافية على الهيكل المعتمد منذ شهر مضى، ولكن كما ذكرنا ينقصه توضيح لآليات العمل لكل ادارة ومسمى لنحظى بالنتيجة المرجوة والعطاء الدائم المتواصل.
حتى يكون الميدان التربوي والمدرسي، وعلى صعيد آخر الاداري والتوجيهي، على أتم استعداد لتطبيق هذا الهيكل واقعاً، اصدار التوضيحات وآلية عمل كل مسمى اضافة الى دوره وحدود مسؤولياته، كي يحظى كل قيادي بما تحتم عليه مسؤوليته، ومهامه المناط بها لجعل البيئات التربوية والتعليمية في بيئة سليمة تسودها الايجابية والتعاون والأمور الواضحة التي تجعل كل انسان وفرد في دائرة مسؤولياته وحدود عمله التي يجب ان تُكرس في مضامين مسماه الذي وضعت لأجله للتطور والنماء في مجاله الخاص الموضوع به.
على معالي وزير التربية السيد جلال الطبطبائي استكمال ذلك التقارب، وتلك المودة التي يستمع بها لملاحظات الميدان وأهله، فبهم تسمو الايجابيات ويتم التغلب على السلبيات، فهم المعاصرون المتواجدون لهذه البيئة التعليمية، اضافة للادارية التي تخصها الادارة والمرونة في فهم القوانين وتطبيق اللوائح والنظم، شكراً معالي الوزير والى استمرار بهذا النهج الطيب.